رحلة العمل والحمل: -إليكِ- أيتها الأم العاملة العظيمة 

التوازن بين العمل والحياةرحلة العمل والحمل: -إليكِ- أيتها الأم العاملة العظيمة 
pregnancy at work

رحلة العمل والحمل: -إليكِ- أيتها الأم العاملة العظيمة 

pregnent
هل تساءلتِ يومًا كيف يمكن للحمل أن يؤثر على حياتك العملية؟ بالنسبة لي، كان الحمل أكثر من مجرد فترة عابرة؛ لقد كان تجربة غيّرت مسار حياتي اليومية وعملي بشكلٍ لم أتوقعه. كل صباح كان يحمل معه تحدياتٍ جديدة، من الإرهاق المستمر إلى التغيرات النفسية التي لم أكن مهيأة لها. في هذه المقالة، سأشارك معكِ رحلتي الشخصية مع الحمل، وكيف أثر على إنتاجيتي، والتحديات التي واجهتها، وما الذي تعلمته خلال هذه الرحلة المليئة بالتقلبات. إذا كنتِ تمرين بنفس التجربة، أو كنتِ تتساءلين عن كيفية التكيف مع هذه المرحلة، فستجدين هنا قصتي بكل تفاصيلها، والدروس التي تعلمتها في مواجهة هذه التحديات.

كيف أثر الحمل على إنتاجيتي؟ تجربة شخصية بين التحدي والتكيف:

منذ اللحظة الأولى في حملي، شعرت بالإرهاق وكأنه ضيفٌ ثقيلٌ لا يفارقني. لم يعد الاستيقاظ صباحًا والانطلاق إلى العمل مجرد روتين يومي، بل تحول إلى معركة مستمرة مع التعب الشديد الذي يستنزف طاقتي بالكامل. وبالإضافة إلى الغثيان الذي لم يقتصر على ساعات الصباح، بل امتد ليلازمني طوال اليوم، وجدت نفسي أحيانًا عاجزة عن إتمام حتى أبسط المهام، مع شعور دائم بالحاجة إلى النوم في أوقات غير متوقعة وغير مخطط لها. لم تتوقف الصعوبات عند هذا الحد؛ فقد كانت التغيرات الهرمونية تسيطر على يومياتي بشكل ملحوظ. أصبح نومي مضطربًا ومزاجي يتأرجح بلا مقدمات، وأصبحت أكثر حساسية من المعتاد، بينما انخفضت طاقتي بشكل مستمر، مما جعل التوفيق بين مسؤولياتي في العمل ومتطلبات الحمل تحديًا يوميًا. ومع تقدم الحمل، بدأت الآلام في الظهر والساقين تزداد، مما جعل الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة أمرًا مرهقًا، وأثر بشكل مباشر على قدرتي على إنجاز المهام التي تحتاج إلى تركيز وصبر. كل يوم في هذه الرحلة كان يحمل معه تحديات جديدة، لكنني تعلمت كيف أتعامل مع كل عقبة وأبحث عن حلول تجعلني أكثر توازنًا وقدرة على التكيف مع هذه المرحلة الصعبة.

دوامة المشاعر: كيف أثرت التغيرات النفسية على يومياتي؟

خلال فترة حملي، لم تكن التحديات الجسدية وحدها هي التي أرهقتني؛ فقد كانت العواصف النفسية تتسلل إلى حياتي بلا استئذان. شعرت وكأنني أبحر في بحر من القلق والتوتر، والأفكار حول المستقبل والمسؤوليات التي تنتظرني كأم جديدة تثقل كاهلي وتشتت تركيزي في العمل. أصبح الشعور بالابتعاد عمن حولي، من زملائي وأهلي وحتى زوجي، يرافقني بشكل دائم، وكأنني أخوض هذه الرحلة وحدي. أما تقلبات المزاج فكانت قصة أخرى؛ كنت أتنقل بين الفرح والحزن بلا مقدمات، مما أثر على تعاملي مع من حولي وجعل تفاعلي مع الزملاء يبدو وكأنه مهمة صعبة. لم أكن أستطيع السيطرة على مشاعري، وكانت أقل التفاصيل تؤثر فيّ بعمق، تاركةً إياي في حالة من الإرباك النفسي المستمر. ومع كل تلك التحديات، كنت أشعر أحيانًا بأن الحمل قيدني، وكأن إنجازاتي وقدرتي على العطاء تقلصت. هذا الشعور بالإحباط كان يتسلل إلى نفسي، مخلفًا ورائه انخفاضًا في ثقتي بنفسي وقدرتي على الموازنة بين حياتي المهنية والشخصية. لكن مع الوقت، تعلمت كيف أتعامل مع هذه المشاعر، وأحولها إلى دافع للبحث عن طرق جديدة للتكيف والاستمرار.

من قلب التجربة: استراتيجيات ساعدتني على مواجهة الحمل

  1. تنظيم الوقت:  تنظيم الوقت كان من المهارات التي طوّرتُها بشكل كبير، إذ تعلمت أهمية توزيع مهامي اليومية بناءً على مستويات تركيزي خلال اليوم. على سبيل المثال، كنت أخصص ساعات الصباح لإنجاز المهام التي تتطلب تركيزًا عاليًا، حيث أكون في قمة نشاطي العقلي والبدني. هذا ساعدني على تحقيق إنتاجية أكبر في العمل. كما حرصت على طلب تحديد مواعيد الاجتماعات في وقت متأخر من اليوم، لأنني أرى أن الاجتماعات عادةً تتطلب تركيزًا أقل مقارنةً بالمهام الفردية. ومن ناحية أخرى، كنت أفضل الجلوس في الصباح على مكتبي لإنجاز العمل المكثف، ولكن مع حلول الظهر، كنت أختار الانتقال إلى غرفتي للحصول على قسط من الراحة. أستلقي على ظهري لفترة وجيزة، مما يمنحني شعورًا بالاسترخاء ويعيد شحن طاقتي لبقية اليوم. هذا التوازن بين النشاط والراحة ساعدني على الاستفادة المثلى من وقتي وزيادة إنتاجيتي بشكلٍ مستدام

  2. التواصل مع الإدارة: خلال فترة الحمل والعمل، كان التواصل مع الإدارة وزملائي خطوة أساسية ساعدتني في التكيف مع احتياجاتي الصحية والمهنية. قمت بإبلاغ مديري بحالتي وطلبت ساعات عمل مرنة، مما ساهم في تحقيق التوازن بين مسؤولياتي العملية وصحتي الشخصية. إضافةً إلى ذلك، لم أتردد في طلب الدعم من زملائي وأفراد عائلتي لتخفيف الضغوط، وهو ما عزز شعوري بالراحة والطمأنينة.

  3. هذه التجربة تعكس البيئة الداعمة التي توفرها “كشيدا” للأمهات، حيث تُولي احتياجاتهن أولوية قصوى. “كشيدا” تخلق بيئة عمل مرنة تُراعي التحديات التي تواجهها الأم العاملة، وتحرص على حماية صحتها النفسية من خلال توفير الدعم والموارد التي تضمن توازنًا مستدامًا بين العمل والحياة. هذا النهج لا يُعزز الإنتاجية فقط، بل يجعلنا نشعر بأننا جزء من فريق يهتم حقًا بإنسانيتنا ورفاهيتنا.

  4. الاستماع إلى جسدي: الاستماع إلى احتياجات جسدي أصبح من أهم الممارسات التي التزمت بها لتحسين حالتي الصحية والنفسية. على سبيل المثال، في الصباح كنت أحرص على تناول وجبة خفيفة، لأنني كنت أعاني من بعض الغثيان الصباحي، وهو ما ساعدني على تجاوز هذا الشعور والبدء بيومٍ مريح. كذلك، عودت نفسي على شرب المياه بانتظام، بمعدل كوب كل نصف ساعة، لضمان الحفاظ على ترطيب جسمي وتعزيز طاقتي خلال اليوم. بالإضافة إلى ذلك، كنت أخصص كل ساعتين لأخذ قسط من الراحة لمدة 15 دقيقة. في هذه الفترات، كنت أبتعد عن العمل أو الأنشطة المرهقة لأستعيد نشاطي ووضوحي الذهني. هذه العادات البسيطة كان لها أثر كبير في تقليل الإجهاد البدني والذهني، مما ساهم في تحسين إنتاجيتي وتحقيق توازن أفضل بين الصحة والعمل.

  5. طلب الدعم: لم أتردد في طلب المساعدة سواء من زملائي في العمل أو من عائلتي. هذا الدعم كان له دور كبير في التخفيف من ضغوطات الحمل والعمل.

  6. الاهتمام بصحتي النفسية: مارست التأمل وتقنيات الاسترخاء التي ساعدتني في تخفيف التوتر والقلق المصاحبين للحمل. على سبيل المثال: تبنيت عادات بسيطة لكنها فعالة. كنت أمارس التلوين في المساء، حيث أجد فيه وسيلة لتصفية ذهني والتخفيف من ضغوط اليوم. كما اعتدت الاستماع إلى الموسيقى الهادئة يوميًا، ما منحني شعورًا بالسكينة وساعدني على الاسترخاء. أما صباحًا، فكنت أستمتع بشرب قهوتي على شرفة منزلي بين أزهار الجوري العطرة، مما أضفى على يومي إحساسًا بالراحة والطاقة الإيجابية.

الخاتمة:

هل يمكن أن تكون تجربتي مصدر إلهام لكِ؟

في نهاية رحلتي الشخصية مع الحمل، أجد نفسي ممتنة لكل درس تعلمته في هذه الفترة الصعبة. كانت التحديات التي واجهتها أكثر من مجرد عقبات؛ لقد كانت فرصًا لاكتشاف قوتي وتعلم كيفية التكيف بطرق لم أكن أتخيلها. ربما تجدين في تجربتي بعض الأفكار والنصائح التي تساعدكِ في تجاوز مصاعبك الخاصة، دعينا نتبادل الأفكار والنصائح، ونبحث سويًا عن طرق جديدة لدعم بعضنا البعض في هذه الرحلة الفريدة. وأود أن أقول لكل النساء اللاتي يعملن في فترة الحمل: أنتن رائعات!

المراجع:

kashida logo white

شغفنا هو نجاحكم. نحن هنا لمساعدتكم في تحقيق أهدافكم التعليمية والحصول على النتائج التي تحتاجونها للنجاح. لماذا لا نتواصل اليوم؟